عم الوجوم العربة التي تنهب الأرض نهبًا ، وهي تغذ في سيرها
قُــدمًا نحو الأفق !!
الأرض تُــطوى تحت عجلات المركبة المنطلقة مسرعة ...
كل ذاك الضجيج الخارجي لايتوافق والهدوء المطبق الذي يسود داخلها !!
كانت المرأة الجالسة بجوار زوجها ، وهو يقود المركبة ، تتطلّع إلى الفضاء
الواسع بنظرات زائغة ، وكذا الزوج كان لاينفك يبحلق أمامه ... !
الصمت هو سيد الموقف ...فقط ، ولاشئ يكسر حدة الصمت المطبق ...
أدار (هو ) مفتاح المذياع ، وجعل يقلب بين المحطات ...
صدح الصوت عذبًا : كان ياماكان ... كان يامكان ، الحب مالي بيتنا، و...
أدار المفتاح ـ سريعًا ـ مغيرًا المحطة..
تمتمت ( هي ) بينها وبين نفسها : طبعًا ، لا تريد أن تتذكر ..ماكااااان !
ركّز ( هو) على الطريق المفتوح أمام ناظريه على مد البصر ..وفكّر
لماذا أدار مفتاح المذياع ؟ ألأن ذاك المقطع ينكئ جراحًا ؟؟
حرّك المؤشر ـ ثانيةـ ليلتقط موجةُ أخرى ... كان برنامجًا يتحدث عن الطلاق
الطلااااااااق ...؟؟! ضحكت (هي ) في سرها ، عجيب أمرالمذياع اليوم
كأنما ينطق بحالنا ... فكرت هل سيغيّر تلك المحطة أيضًا ؟؟!
كان المتحدث يسهب في توضيح أسباب الطلاق ..
أصاخت ( هي ) السمع ـ خفية ، في حين أظهر ( هو) اللامبالاة ..ومع ذلك
لم يغير القناة !!
كان فقد الحوار من أهم الأسباب النفسية الدافعة للانفصـال..
تنهّدت ( هي ) ولعل تنهيدتها كانت مسموعة لأنه التفت إليها متعجبًا ..
وسرح بخياله ... لم تكن ( هي ) من تلك الفئة التي تفتقد للحوار ،،
ولكن ما الذي جعل الجو الجليدي هو السائد بينهما؟؟؟
تنحنح أخيرًا وسألها ـ إن كانت تود أن يتوقف عند أي محطة بالطريق
ليبتاع لها ماتشربه أو تأكله...
ردت بجفوة : شكرًا لقد تجرعت المرار،حتى الثماااالة..فلم أعد أستسيغ سواه !
قال: وهل أنا من جرعكِ إياه ؟؟ أم كلانا قد فعله بالآخر ؟!
زمّت شفتيها ، وأشاحت بوجهها بعيدًا ... يا إلهي ،، متى ننسى!!
كانت تلك الصورة الباهتة لطفلة تحملها بين ذراعيها وبجوارها زوجها
لاتفارق خيالها ...أسرة سعيدة ....هكذا عكست الصورة ..
ثم ماذا .. فارقت السعادة تلك الدار حين خطف الموت زهرة الدار ..
أذهل المصاب الأم الثكلى ، فنست نفسها ، وزوجها في غمرة حزنها ..
شاركها ( هو) الحزن ، ولكنه ألف الهروب من البيت الذي أصبح غراب البين
وناعي الموت هو من يعشش بين أركانه !!
لم يستطع ( هو ) أن يخرجها ( هي ) من أحزانها ..
كما لم تستطع (هي ) أن تتجاوز محنتها ، فتقوقعت على نفسها !!
ثم كانت القشة التي قصمت ظهر البعير ، حين صرّح (هو) برغبته في الإنجاب
في حين زهدت ( هي) في الدنيا ...
أصبحا غريبين تجمعهما دارٌ واحدة ،، وتفرقهما عوالم خاصة لكل منهما ..
قالوا له : تزوج ...مايبقيك عليها؟؟!
تألم في أول الأمر فما زالت تحتل مساحة في قلبه ...ولكنها ؟؟!!
أحست ( هي) أخيرًا بما يدور حولها ...
قالت : هل لي أن أبقي على بعضٍ من كرامتي ، فتذهب بي إلى أهلي ؟!
لم يستطع أن ينكر مايعزم فعله ، وكان يكن لها الاحترام مما منعه أن يكذب ..
وهكــذاااااااااا .... انطلقت بهما السيارة !!
أفاقت ( هي ) من ذهولها على سؤاله : ماذا تودين فعله بعد ذلك ؟
هزّت كتفيها : لاأعلم !!
فكر ( هو) كم هي قاسية الحياة أحيانًا ـ ولكن لابد مما ليس منه بد !!
وفي غمرة انشغاله ، إذا بحيوان بري يظهر فجأة عابرًا الطريق ،
حاول ( هو ) أن يتفاداه ... ولكن السيارة انحرفت ودارت بقوة ، ثم توقفت
وقد أصدرت عجلاتها صريًرا عاليًا ...
أثناء ذلك اصطدم رأسها بمقدمة السيارة ، وبدأ رأسها ينزف ...
توقفت بعض العربات ، ونزل من فيها للاطمئنان عليهم ، كان (هو) بخير
فقط بعض الجروح الطفيفة ..ولكن ( هي ) مابها لاتنطق ؟!
جثا على ركبتيه ـ بعد إخراجها من السيارة ، وجعل يصرخ : مابك ؟
أفيقي ،، لا لا لاترحلي ...أرجوكِ !!
لم تكن تبدي حراكًا أسرع أحدهم إليه ، وقال : علينا إسعافها سريعًا ..
حملهما الرجل في سيارته ، وانطلق سريعًا إلى أقرب مشفى ..
قام الطبيب المعالج بإجراء اللازم لها ـ وقال ارتجاج بسيط ، ولكن زال الخطر..
وقف ( هو) عند رأسها وهي ممدة على السرير الأبيض ، وجعل يتأملها..
كم هو برئ هذا الوجه الطفولي ، كيف تجاهلت النظر إليها منذ زمن ..
والآن ـ ماذا تريد ... هكذا فكر ( هو ) ؟؟
أمسك بيدها بين كفيه وضغط عليه بحنوٍ ...
فتحت عينيها ببطء ،،ونظرت .. ثم تأوّهت من الألم ..
قالت : أين أنا ؟؟
قال : أنتِ معي ... نظرت بوهنٍ ، وقالت : لوقتٍ بسيط ...فقط !
قال : هلا منحتني فرصة البدء من جديد ؟؟
قالت : الشفقة لها وقت وتزول بزوال الأسباب ..
قال : مايجمعن أكبر من أن يوصف بالشفقة.. ألايقال عنه حبًا ؟!!
سرحت ببصرها بعيدًا : متى آخر مرة سمعت فيها هذه الكلمة ؟!
قالت : لاتستعجل القرار ... ولتكن الأيام هي الكفيلة باتخاذ قرارنا المناسب
وهل ستكون هذه ـ هي :
نقطة النهاية ..أم انطلاقة البداية ؟؟
(( صرير القلم ))
قُــدمًا نحو الأفق !!
الأرض تُــطوى تحت عجلات المركبة المنطلقة مسرعة ...
كل ذاك الضجيج الخارجي لايتوافق والهدوء المطبق الذي يسود داخلها !!
كانت المرأة الجالسة بجوار زوجها ، وهو يقود المركبة ، تتطلّع إلى الفضاء
الواسع بنظرات زائغة ، وكذا الزوج كان لاينفك يبحلق أمامه ... !
الصمت هو سيد الموقف ...فقط ، ولاشئ يكسر حدة الصمت المطبق ...
أدار (هو ) مفتاح المذياع ، وجعل يقلب بين المحطات ...
صدح الصوت عذبًا : كان ياماكان ... كان يامكان ، الحب مالي بيتنا، و...
أدار المفتاح ـ سريعًا ـ مغيرًا المحطة..
تمتمت ( هي ) بينها وبين نفسها : طبعًا ، لا تريد أن تتذكر ..ماكااااان !
ركّز ( هو) على الطريق المفتوح أمام ناظريه على مد البصر ..وفكّر
لماذا أدار مفتاح المذياع ؟ ألأن ذاك المقطع ينكئ جراحًا ؟؟
حرّك المؤشر ـ ثانيةـ ليلتقط موجةُ أخرى ... كان برنامجًا يتحدث عن الطلاق
الطلااااااااق ...؟؟! ضحكت (هي ) في سرها ، عجيب أمرالمذياع اليوم
كأنما ينطق بحالنا ... فكرت هل سيغيّر تلك المحطة أيضًا ؟؟!
كان المتحدث يسهب في توضيح أسباب الطلاق ..
أصاخت ( هي ) السمع ـ خفية ، في حين أظهر ( هو) اللامبالاة ..ومع ذلك
لم يغير القناة !!
كان فقد الحوار من أهم الأسباب النفسية الدافعة للانفصـال..
تنهّدت ( هي ) ولعل تنهيدتها كانت مسموعة لأنه التفت إليها متعجبًا ..
وسرح بخياله ... لم تكن ( هي ) من تلك الفئة التي تفتقد للحوار ،،
ولكن ما الذي جعل الجو الجليدي هو السائد بينهما؟؟؟
تنحنح أخيرًا وسألها ـ إن كانت تود أن يتوقف عند أي محطة بالطريق
ليبتاع لها ماتشربه أو تأكله...
ردت بجفوة : شكرًا لقد تجرعت المرار،حتى الثماااالة..فلم أعد أستسيغ سواه !
قال: وهل أنا من جرعكِ إياه ؟؟ أم كلانا قد فعله بالآخر ؟!
زمّت شفتيها ، وأشاحت بوجهها بعيدًا ... يا إلهي ،، متى ننسى!!
كانت تلك الصورة الباهتة لطفلة تحملها بين ذراعيها وبجوارها زوجها
لاتفارق خيالها ...أسرة سعيدة ....هكذا عكست الصورة ..
ثم ماذا .. فارقت السعادة تلك الدار حين خطف الموت زهرة الدار ..
أذهل المصاب الأم الثكلى ، فنست نفسها ، وزوجها في غمرة حزنها ..
شاركها ( هو) الحزن ، ولكنه ألف الهروب من البيت الذي أصبح غراب البين
وناعي الموت هو من يعشش بين أركانه !!
لم يستطع ( هو ) أن يخرجها ( هي ) من أحزانها ..
كما لم تستطع (هي ) أن تتجاوز محنتها ، فتقوقعت على نفسها !!
ثم كانت القشة التي قصمت ظهر البعير ، حين صرّح (هو) برغبته في الإنجاب
في حين زهدت ( هي) في الدنيا ...
أصبحا غريبين تجمعهما دارٌ واحدة ،، وتفرقهما عوالم خاصة لكل منهما ..
قالوا له : تزوج ...مايبقيك عليها؟؟!
تألم في أول الأمر فما زالت تحتل مساحة في قلبه ...ولكنها ؟؟!!
أحست ( هي) أخيرًا بما يدور حولها ...
قالت : هل لي أن أبقي على بعضٍ من كرامتي ، فتذهب بي إلى أهلي ؟!
لم يستطع أن ينكر مايعزم فعله ، وكان يكن لها الاحترام مما منعه أن يكذب ..
وهكــذاااااااااا .... انطلقت بهما السيارة !!
أفاقت ( هي ) من ذهولها على سؤاله : ماذا تودين فعله بعد ذلك ؟
هزّت كتفيها : لاأعلم !!
فكر ( هو) كم هي قاسية الحياة أحيانًا ـ ولكن لابد مما ليس منه بد !!
وفي غمرة انشغاله ، إذا بحيوان بري يظهر فجأة عابرًا الطريق ،
حاول ( هو ) أن يتفاداه ... ولكن السيارة انحرفت ودارت بقوة ، ثم توقفت
وقد أصدرت عجلاتها صريًرا عاليًا ...
أثناء ذلك اصطدم رأسها بمقدمة السيارة ، وبدأ رأسها ينزف ...
توقفت بعض العربات ، ونزل من فيها للاطمئنان عليهم ، كان (هو) بخير
فقط بعض الجروح الطفيفة ..ولكن ( هي ) مابها لاتنطق ؟!
جثا على ركبتيه ـ بعد إخراجها من السيارة ، وجعل يصرخ : مابك ؟
أفيقي ،، لا لا لاترحلي ...أرجوكِ !!
لم تكن تبدي حراكًا أسرع أحدهم إليه ، وقال : علينا إسعافها سريعًا ..
حملهما الرجل في سيارته ، وانطلق سريعًا إلى أقرب مشفى ..
قام الطبيب المعالج بإجراء اللازم لها ـ وقال ارتجاج بسيط ، ولكن زال الخطر..
وقف ( هو) عند رأسها وهي ممدة على السرير الأبيض ، وجعل يتأملها..
كم هو برئ هذا الوجه الطفولي ، كيف تجاهلت النظر إليها منذ زمن ..
والآن ـ ماذا تريد ... هكذا فكر ( هو ) ؟؟
أمسك بيدها بين كفيه وضغط عليه بحنوٍ ...
فتحت عينيها ببطء ،،ونظرت .. ثم تأوّهت من الألم ..
قالت : أين أنا ؟؟
قال : أنتِ معي ... نظرت بوهنٍ ، وقالت : لوقتٍ بسيط ...فقط !
قال : هلا منحتني فرصة البدء من جديد ؟؟
قالت : الشفقة لها وقت وتزول بزوال الأسباب ..
قال : مايجمعن أكبر من أن يوصف بالشفقة.. ألايقال عنه حبًا ؟!!
سرحت ببصرها بعيدًا : متى آخر مرة سمعت فيها هذه الكلمة ؟!
قالت : لاتستعجل القرار ... ولتكن الأيام هي الكفيلة باتخاذ قرارنا المناسب
وهل ستكون هذه ـ هي :
نقطة النهاية ..أم انطلاقة البداية ؟؟
(( صرير القلم ))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق