الخميس، 7 أكتوبر 2010

(( توتة... والأقزام السبعة ))


طريقة استقرائية لأدب الأطفال 




(تولين) فتاة رقيقة وجميلة كجمال الربيع حين مقدمه ..
فخدودها ذات حمرة وكأنها التوت البري..فكانوا يسمونها( توتة)

صوتها شدى كشدى البلابل ،، وضحكها نغمٌ كوتر المعازف..

كل مافيها جميل ...إلا أمرٌ واحد مقيت ...!!
إنه الكسل ...
فهي تهوى المرح ، تهوى النوم ، تحب التواكل ...
في المدرسة توبّخها المعلمة لقلة حركتها ونشاطها ..
وبالمنزل تنال حظها من التقريع واللوم ، ولكن دون فائدة !!

كان أبواها يحذرانها من مغبة الكسل ، وأن عليها أن تجد في حياتها
لتنال ثمرة اجتهادها .. وتتفوّق على أقرانها ..ولكن دون جدوى!!

في ليلة شتوية باااااااردة ، تدثّرت ( توتة ) في سريرها مبكرًا
قبل أن يُطلب منها مساعدة والدتها في تنظيف مائدة العشاء..
كانت تشعر بالتخمة ، لقد أفرطت في الأكل ، وكان يجب أن تتحرك
لا أن تنام .. ولكنها لاتحب العمل أو المساعدة ..!

أووووه كم هو مريح سريري ودافئ .. هكذا خاطبت نفسها وهي تستسلم
للنعاس اللذيذ الذي بدأ يغالب جفنيها ...
ثم .......آآآآآآآخ ...غطّت في نومٍ عميق !!

غاصت ( توتة ) في حلمها الغريب..
لقد وجدت نفسها تائهة تســير في طريقٍ مملؤة بالأشواك
وتحفها الأشجار الضخمة المفزعة التي تميل عليها وكأنها تود اختطافها ..


بدأت ( توتة ) تهرول وتجري وهي تشق طريقها في الغابة ..
ولا تعلم إلى أين تنتهي بها الطريق ..
ولما أوغلت في الغابة ، وضلت بدأت تنشج بالبكاء ..أين أنا ؟؟
سمعت صوتًا ينشد لحنًا يأتي من بعيد ..سارت تجر قدميها نحو الصوت..
ولما اقتربت من مصدر الصوت .. وقفت مذهولة وقد عقدت الدهشة لسانها
فقد وجدت رجلا صغير الهيئة ( قزمًا ) يحتطب ، ويقطع الأشجار ..

تنحنحت ( توتة ) فاستدار إليها القزم مبتسمًا
قالت : مرحبًا،، قال : أهلا ..
قالت : ماتفعل ؟؟ قال : أعمل 
قالت : ألا تتعب ؟؟ قال : بلى ..ولكني أعمل اليوم ، لأرتاح غدًا ..
قالت : أجّــل عملك للغد ... وقدني إلى الخروج من هنا..
قال لا أستطيع فأنا أسمي ( العمل ) ولكن اكملي طريقكِ
من هنا ..إلى أخي في الجهة المقابلة ..فلعله يفعل !!

سارت ( توتة ) إلى المكان الذي أشار إليه القزم ،وإذا بها أمام قزم آخر
ولكنه يقوم بجمع ماقطع من الشجر ، ويشدها في حزم
سلمت عليه الفتاة ، وسألته ماتفعل ؟؟
قال : كما ترين أكمل ما بدأه أخي..!
قالت : ألا تمل ...قال : قد يساورني الملل ، ولكني أصبر عليه ..
فأنا ( الصبر ) ..
قالت : هلا ..دللتني على الطريق ، وسرت معي ؟!
قال : أكملي طريقكِ ، وستجدين أخي ، ولعله يفعلها ..

سارت ( توتة ) وكلها أمل أن تجد الثالث مخالفًا أخويه
وجدته ـ ( القزم ) الثالث ..يسير بالحطب المربوط فوق الدابة
قالت : مرحبا ـ قال : أهلا 
قالت : ماتفعل .. قال : أذهب بالحطب لأخي هنااااك ..
قالت : ما رأيك أن تتوقف قليلا عن هذا العمل الممل ، وتلهو..
قال : لايصح لي أن أفعلها فأنا الـ ( جِــد ) ..
إليكِ عني أيتهاالكسولة ..

سارت ( توتة ) خائبة الأمل ..
حتى وجدت القزم الرابع يعد حزم الحطب التي عنده
قالت : ياهذا .. ألا تتعب مما تصنع ؟
مارأيك ـ أن تأخذ شيئا من هذه الحزم لنفسكِ..دونهم ، فهم لايرونك !
قال : لا أفعلها .. فأنا ( الأمانة ) ـ ومن أنتِ ؟؟
قالت : تائهة تبحث عن الطريق !!
قال : أنتِ فعلا ..تائهة عن جادة الصواب ..انطلقي من هنا !!

مشت ( توتة ) ومشت ...
حتى لقت قزمًا يكتب حساب ماباعه من حزم الحطب 
قالت : عندك مال كثير ـ لا تخبرهم عن ذاك المكسب
وادعي أن المال قليل ...
قال : أعوذبالله من الكذب والخيانة ..فأنا (الصدق)
وكان هذا القزم الخامس ...

احتارت ( توتة ) ...لم يكن أحد يريد أن يأخذ بيدها ويقودها.. 
كل مافعلوه فقط ...إرشادها!!
كانت عيناها تغالبهما الدموع ... ولكنها سمعت صوتًا يناديها:
مابكِ يافتاة ـ حكت للقزم السادس حكايتها 
فقال : هلمي معكِ ـ سأتجاوز عن هفواتكِ التي اقترفتها ..
فرحت ( توتة ) وتهللت أساريرها ..
وقالت من أنت ... قال أنا ( العفو ) ..

وحين انتهت بهما الطريق ...وجدت قزمًا سابعًا
ينتظرها ،،، تعجّيت ( توتة ) ـ : من أنت ؟؟؟
قال : قبل أن أجيبكِ ـ أسألكِ :
من الذين قابلتهم في طريقكِ :
قالت :
العمل ، الصبر ، الجد ، الأمانة ، الصدق ، العفو ...
قال : صحيح ،،، فهلاّ وعيتِ ... دروسهم ؟؟
قالت : أجل ـ قال: إذًا فقد وصلتِ للـ ( النجاح )..أنا!! 

عند هذا الحد ... هبّـت ( توتة ) من نومها مذعورة ..
فوجدت أمها منهمكة في إعداد الإفطار وتدبير أمور المنزل
سارعت ( توتة ) لتقبيل رأس أمها ، تعجبت الأم من صنيعها ..
لكنها قالت في سرها: لقد استجاب الله لدعائي !!!
***
وتــوتة ...تــوتة ،، خلصت الحدوتــة ...


(( صرير القلم ))
فقط عندي سؤال 
( هل فكرتم ..كيف عبّـرت عن تلك الصفات
المهمة بـ الأقزام ،،، وليس العمالقة ؟؟ )

إهداء خاص لـ ( العروبة وأحفادها )
من الأقزام السبعة 

ليست هناك تعليقات: